عدنا الى المربع الأول “صراع الشرعيات”
يمنات
نجيب الحاج
(1)
كافة الاطراف جربوا كل الوسائل المتاحة لديهم ،وتغلفوا بكافة الأغلفة المزيفة من أجل البقاء في السلطة والحكم ،بمبررات و ذرائع ومسميات شتى من ” الشرعية التوافقية ” الى ” الشرعية الثورية ” وما لحقها من ” شرعية القوة والمليشيات والدم والخراب ” التي لا تزال دورات عنفها مستمرة منذ أربع سنوات الى اليوم .
تغيرت المواقف وتبدلت الأقنعة وتعددت التحالفات وفي النهاية عادوا الى المربع الاول التسابق على ارتداء غلاف البقاء في السلطة عبر مجلس كارثي تبعي كان ولا يزال هو سبب كل الكوارث التي حلت على اليمن “مجلس نواب” لا مهام تذكر له سوى الانحياز الى رغبات الساسة والمصادقة على صفقاتهم وتمرير رغابتهم وأهوائهم ومباركة خياناتهم .
جميعهم لصوص وتجار موت ودمار ومع ذلك لا يزالون يبحثون عن غطاء يبرر سرقاتهم حتى وان كان ذلك من خلال مجلس نواب لم تتبقى لقراراته أي مشروعية ،ولم يتبقى لوجوده أي معنى سوى احتواء الساسة له واحتفائهم به وتقاسمهم لأعضائه كلاً بقدر سعره وقيمته.
” فاقد الشيء لا يعطيه” ،وانعقاد مجلس البركاني او اجراء الانتخابات التكميلية لمجلس الراعي لن يغير من واقع حالنا البائس شيء وبعد كل هذا الدم والخراب العظيم ومثلما عادوا الى المربع الاول ” صراع الشرعيات ” ونفخوا الروح في الجثة المتعفنة لمجلس النواب وبعثوه من مرقده ومن سباته الازلي ؟! فليس بغريب أن تكون خطوتهم التالية كما هو الحال دائماً حين يلتقي اللصوص ويعلنون ان البلد تتسع للجميع ومن ثم يشرعون في التقارب وارساء نهج التوافق والتقاسم لميراث بقايا دوله وفتات جمهورية لم يتبقى منها سوى اسمها ؟!.
كافة الاطراف يدركون انهم يقفون اليوم على صدارة المشهد السياسي ولا شرعية لهم من المنجزات التي تسندهم في ذلك سوى تحقيقهم لمزيد من الانحطاط والفشل واعادة تدويرهم للوصولين والمطبلين ولصوص الهبر اليمني القديم- الجديد.. لذلك وصل بهم الحال اليوم الى التنافس على استقطاب بقايا مجلس نواب لم يعد لوجوده أي معنى ؟! .
(2)
هادي في أول لقاء تلفزيوني معه عام 2011م قال ” أنا البيت حقي الامم المتحدة ” .
صالح في أخر خطاب مسجل له قال : ” اذا كان لدي أي مدخرات او مساكن او عقارات فهي هبات من بعض الاشقاء عندما كنا نجري الانتخابات الرئاسية..” .
قبل قليل جالس أقرأ مقال طويل عريض لسياسي ومسئول يمني كبير سرد من خلاله و بحرقه استيلاء الحوثين على منزله وعبثهم بمحتوياته.
هكذا هو حال ساسة هذه البلاد ومسئوليها شغلهم الشاغل بيوتهم وقصورهم التي تفننوا في بنائها واعتنوا كثيراً بزخرفتها تاركين خلفهم البلاد خرابه يفترسها الفساد والعبث والنهب.
اليوم الحوثه كذلك لا شغل لقياداتهم سوى كنز الثروة وشراء العقارات والعمارات والولاءات يعلم الله لمن يكدسوها ربما لداعش أو لأمراء الامه الإسلامية الفاتحين في الحقب القادمة ؟!، وتستمر الحكاية من سارق لسارق أضرط من الاول.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.